راشد القبيسي، الرئيس التنفيذي؛ شركة أبوظبي للإعلامتشهد الساحة الإعلامية الإقليمية تطورات متسارعة دفعت صناعة المحتوى المحلي والاستثمار في المواهب الناشئة لتصبح من الركائز الأساسية لاستراتيجيات النمو المُستدام للمؤسسات الإعلامية الرائدة. وتُعد «أبوظبي للإعلام» من أبرز شركات قطاع الإعلام في المنطقة التي تؤكد على أن الاستثمار في الإنتاج المحلي ليس مجرد خيار استراتيجي، بل ضرورة لتعزيز الهويّة الثقافية وبناء صناعة إعلامية إماراتية وعربية مُستدامة وقادرة على المنافسة عالمياً.
وخلال السنوات الأخيرة بشكل خاص، رسّخت «أبوظبي للإعلام» حضورها بتطوير مُحتوى محلّي أصيل يعكس تنوع المجتمع الإماراتي وثراءه الثقافي. ولعل النجاح الاستثنائي الذي حقّقته أعمالنا المحلية، مثل «البُوم» و«شغاب» و«الباء تحته نقطة»، يُشكل دليلاً واضحاً على وجود جمهور مُتعطّش لمحتوى إماراتي أصيل، يُلامس واقعه ويُحاكي تطلّعاته.
الإنتاج المحلي.. بصمة إماراتية بمعايير عالمية
تفخر شركة أبوظبي للإعلام بأنها أنتجت خلال العام الماضي وحده ثمانية أعمال درامية محلية حصرية، بمشاركة أكثر من 80 فناناً إماراتياً. هذه الأعمال التي جمعت بين الجودة العالية والتنوع الموضوعي، استطاعت أن تُحقّق معدلات مُشاهدة قياسيّة، حيث سجل تطبيق (ADtv) نمواً غير مسبوق بنسبة 463% في عدد المشاهدات خلال عام 2024، لترتفع من 12,8 مليوناً إلى أكثر من 68 مليوناً.
واستمر هذا النمو اللافت خلال الموسم الرمضاني 2025، حيث كشفت دراسة استطلاع السوق الصادرة عن «إبسوس العالمية للأبحاث والدراسات» عن تحقيق تطبيق (ADtv) نُمواً بنسبة 69% في عدد الزيارات و60% في عدد المستخدمين خلال النصف الأول من الشهر الفضيل، مُقارنة بالفترة نفسها من العام الفائت، ليصل إلى نحو 1,15 مليون مستخدم، مع ارتفاع عدد المشاهدات بنسبة 40%، من 14 مليوناً إلى نحو 20 مليوناً.
وترتكز استراتيجيتنا في هذا المجال على ثلاثة محاور أساسية: تطوير البنية التحتيّة الإنتاجية، وتنمية المواهب المحليّة، وتبنّي التكنولوجيا الحديثة التي تضمن إنتاجاً عالي الجودة.
وقد أثمرت هذه الاستراتيجية عن نجاحات مُتتالية، كان آخرها تصدّر قناتي «أبوظبي» و«الإمارات» السباق الرمضاني على مستوى الدولة خلال النصف الأول من الشهر الفضيل لعام 2025، وفق نتائج دراسة استطلاع السوق الدورية.
الاستثمار في المواهب الناشئة.. مستقبل صناعة المحتوى
انطلاقاً من قناعتنا في «أبوظبي للإعلام» بأن المواهب الشابّة تُمثل الركيزة الأساسية لمستقبل صناعة المحتوى المَحلّي، عمدنا إلى إطلاق مبادرات عدة تهدف إلى اكتشاف وتطوير الكفاءات الوطنية. ولا يقتصر استثمارنا في المواهب على التمثيل فقط، بل يمتد ليشمل مختلف مجالات الإنتاج الإعلامي.
فنحن نؤمن بأن بناء صناعة محتوى مستدام يتطلّب وجود كفاءات وطنية في كل حلقات سلسلة الإنتاج، بدءاً من الكتابة والإخراج، مروراً بالتصوير والمونتاج، ووصولاً حتى التسويق الرقمي. ويُعد مسلسل «سكواد» نموذجاً مُلهماً في هذا الإطار، حيث جمع بين خبرة عمالقة التمثيل، وطموح الجيل الجديد من المواهب الإماراتية الشابة. وقد أثبت هذا النهج الذي يدمج بين الخبرة والشباب نجاحه في تقديم تجارب درامية مميزة تُواكب العصر وتُلبّي تطلعات الجيل الجديد من المشاهدين.
الابتكار.. «كائنات» أول مسلسل رعب إماراتي
الابتكار هو المحرك الأساسي لاستراتيجيتنا في «أبوظبي للإعلام». وفي هذا الإطار، أطلقت الشركة مُسلسل «كائنات» خلال رمضان الماضي، وكان أوّل مُسلسل رُعب وتشويق في تاريخ الدراما المحلية تم عرضه حصرياً على تطبيق (ADtv)، وهو إنتاج يُمثّل نقلة نوعية في الدراما الإماراتية، حيث جرى تصوير هذا العمل باستخدام اللهجة المحلية والموروث الثقافي الإماراتي، لتقديم تجربة أصيلة تختلف عما اعتاد عليه المشاهد العربي، واعتمدنا على أحدث تقنيات الإنتاج والمؤثرات البصرية، إلى جانب الاستعانة بكوادر فنية متميزة لضمان تقديم عمل بمعايير عالمية.
جدير بالذكر أن اختيارنا لهذا النوع الدرامي لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة دراسات مُعمّقة، أظهرت وجود إقبال متزايد على أعمال الرعب والتشويق بين الجمهور الإماراتي والعربي، خاصة بين الشباب. ومن خلال «كائنات»، نجحنا في سد فجوة في المحتوى المحلي وفتح آفاق جديدة أمام صُنّاع الدراما الإماراتية.
استشراف المستقبل
تعكس تجربة «كائنات» ونجاح أعمالنا الرمضانية نهجنا الاستراتيجي في أبوظبي للإعلام نحو تنويع المحتوى وتوسيع آفاق الإنتاج المحلي، وهي خطوات تندرج ضمن مسيرة متكاملة لتطوير صناعة محتوى إماراتية مُتفرّدة.
ومع استمرار التحوّلات الرقمية التي تُعيد تشكيل المشهد الإعلامي، تمضي «أبوظبي للإعلام» قُدماً في تبنّي نهج استشرافي يُركّز على الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وتطوير الكفاءات الوطنية، انطلاقاً من إيماننا بأن مستقبل صناعة المحتوى الإماراتي يكمن في قدرتنا على الجمع بين الأصالة والمعاصرة.
من هذا المنطلق، فإن تجربتنا في الاستثمار بأنماط درامية جديدة، وتحقيق نجاحات متتالية في المواسم الرمضانية وغيرها، تُؤكّد التزامنا بالمضي قدماً في رحلة الابتكار، وتسخير التكنولوجيا والإبداع لخدمة رسالتنا الإعلامية، بما يعكس قناعتنا بدور وأهمية الإعلام كأداة قوية لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع، وتعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ مكانة الإمارات كمركز إعلامي عالمي.








