
تقترب شركتا «إس إم سي ميديا» الذراع الإعلانية لمجموعة الوسائل السعودية، و«إم بي سي ميديا سوليوشنز» التابعة لمجموعة إم بي سي، من الاندماج في كيان واحد، حيث أعلنت الشركتان عن توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة تمهيداً لتحقيق هذا الهدف الذي يتمثل في تأسيس كيان إعلاني سعودي يمتلك أكبر مخزون إعلاني وحلول متكاملة في هذه الصناعة بمنطقة الشرق الأوسط. ومن شأن هذه الخطوة الاستراتيجية ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية بوصفها مركزاً إقليمياً محورياً في قطاع الإعلام والإعلان.
كيان جديد.. برؤية جديدة
ترتبط «إس إم سي ميديا» بشراكات استراتيجية أبرزها مع شبكة «بي إن سبورتس» (beIn Sports)، في حين تتميز «إم بي سي ميديا سوليوشنز» بحلول إعلانية متكاملة تعتمد على البيانات عبر التلفزيون والراديو والمنصات الرقمية، وهي الذراع الإعلانية لجميع قنوات إم بي سي ومنصة «شاهد» الرقمية وشبكة العربية الإخبارية، ومنصة «تيك توك» (TikTok) في السعودية ومصر. وسوف يسهم هذا الاندماج في تعزيز التنافسية وكفاءة الاستثمار في سوق الإعلان، ليس على الصعيد المحلي وحسب، بل على الصعيد الإقليمي والعالمي، مستفيداً من الخبرات المتراكمة والأصول الإعلانية الكبيرة التي يمتلكها الطرفان، إذ يتميز الكيان المرتقب بامتلاك القدرات التكنولوجية والتجارية لكلتا الشركتين، ما يشكّل قيمة مضافة للمعلنين من خلال توسيع نطاق وصول حملاتهم إلى شرائح أكبر وتحسين كفاءة الإنفاق التسويقي. كما يتيح هذا الاندماج تقديم حلول تسويقية وإعلانية مبتكرة عالية التأثير، الأمر الذي يعزز عوائد الحملات ويرفع كفاءة الأداء الإعلاني.
يرتكز الكيان الجديد على توظيف التكنولوجيا الرقمية المتقدمة والذكاء الاصطناعي في إدارة الإعلانات، بهدف رفع كفاءة الحملات وتحسين معدلات استهداف الجمهور. ومن شأن الشركة الجديدة الاستفادة من استثمارات كبيرة في حلول إعلانية قائمة على البيانات، وأدوات تحليل متقدمة لضمان شفافية القياس وفعالية الأداء، حيث تتيح هذه الأدوات للمعلنين تتبع نتائج إعلاناتهم لحظياً وصنع قرارات مدروسة وفق معطيات دقيقة.
دعم للاقتصاد الإبداعي
يواكب مشروع الاندماج تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 بتنمية قطاع الإعلام وتنويع مصادر الاقتصاد الإبداعي. ويرى خبراء الصناعة أن هذا الكيان السعودي الجديد يفتح آفاقاً مختلفة أمام الاقتصاد الإبداعي السعودي على وجه الخصوص، لا سيّما عبر توفير المزيد من فرص العمل النوعية للمواهب السعودية في مجالات الإعلام والتسويق الرقمي، فضلاً عن تطوير الكفاءات الوطنية، وتعزيز قدرات هذه الصناعة بأحدث نظم وتقنيات الإعلان والتحليل الرقمي.
في ظل هذه المعطيات، تقف صناعة الإعلام والإعلان السعودية على أعتاب مرحلة جديدة من النمو، إذ من المتوقع أن يشكل هذا الكيان الجديد أحد أكبر الكيانات الإعلانية في منطقة الشرق الأوسط، مع امتلاك مقوّمات حقيقية للمنافسة في الأسواق العالمية، واستقطاب المزيد من الاستثمارات الدولية، وتفعيل بيئة الابتكار في السوق السعودي.

