المرأة والذكاء الاصطناعي في المملكة.. شراكة لصياغة واقع إعلامي جديد

ربيع الأمين، الرئيس التنفيذي – شركة ألف، يتحدث حول المسيرة المبهرة لحضور المرأة السعودية في مجال التكنولوجيا الرقمية المتقدمة وسوق العمل الرقمي وبروزها كقوة مؤثرة في الإعلام الرقمي، ما جعل المملكة تحتل المركز الأول عالمياً في تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي.

ربيع‭ ‬الأمين , الرئيس‭ ‬التنفيذي؛‭ ‬شركة‭ ‬ألفربيع‭ ‬الأمين , الرئيس‭ ‬التنفيذي؛‭ ‬شركة‭ ‬ألف

تتقدم المرأة السعودية بثقة في مشهد التحول الوطني، لتتجاوز دور المتفرج وتصبح صانعة للتغير وشريكاً فاعلاً في صياغة المستقبل. وفي قلب هذا التحول تقتحم مجالات الذكاء الاصطناعي بإبداع وجرأة، لتثبت حضورها في أحد أسرع القطاعات نمواً وتأثيراً على مستوى العالم.

ولطالما أكدت المملكة على أن التغيير يبدأ من الإنسان، ومنحت المرأة التمّيز في ميادين كانت في يومٍ ما مغلقة، وجاء ذلك مدفوعاً بدعمٍ من القيادة الرشيدة ورؤية 2030 التي وضعت المرأة في قلب التحولات الوطنية؛ فلم يكن غريباً أن تحتل المملكة المركز الأول عالمياً في تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي، وفق تقرير مؤشر جامعة ستانفورد لعام 2025، متفوقة على العديد من الدول الكبرى. هذا الإنجاز لم يأتِ بالمصادفة، لكنه نتيجة جهود متراكمة، أبرزها مبادرات الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) التي وفّرت فرص التعليم والتدريب، ووضعت المرأة في مقدمة المسيرة التقنية، بتأهيل أكثر من 25 ألف امرأة بمجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة لدعم حضورها في سوق العمل الرقمي.

اليوم نشهد نساءً سعوديات يتولين مناصب قيادية في مشروعات الذكاء الاصطناعي، ويطوّرن نماذج متقدمة، ويبتكرن حلولاً ذكية، ما يثبت أن المرأة لم تعد ضيفة على الميدان التقني وحسب، بل أصبحت جزءاً أصيلاً من صناعته.

وفي الوقت الذي يشهد فيه الإعلام التقليدي تحولات كبرى، تبرز المرأة السعودية كقوة مؤثرة في الإعلام الرقمي، فمكنتها أدوات الذكاء الاصطناعي من تحليل سلوك الجمهور بدقة، وفهم التغيرات المجتمعية، وبناء حملات تواصل مؤثرة وفعالة، مما جعلها قادرة على صناعة محتوى متجدد، يستند إلى المعرفة العميقة بالقيم والثقافة المحلية.

ومن الجدير بالذكر أنه مع تطور حضور المملكة في عالم الذكاء الاصطناعي، سجلت المرتبة الثالثة عالمياً في نمو الوظائف المتخصصة لعام 2024، والمرتبة الرابعة في عدد النماذج المتقدمة المنشورة، إلى جانب دول رائدة مثل الولايات المتحدة والصين وفرنسا وكندا وكوريا الجنوبية، كما جاءت ضمن أفضل عشر دول عالمياً في جذب الكفاءات، وهو ما تعكسه المملكة من خلق بيئة محفزة للابتكار والعمل، وضمن هذا التطور تحضر المرأة السعودية بدورها الواضح في التعامل مع قضايا التقنية الأخلاقية مثل حماية الخصوصية والعدالة الرقمية، وتسهم في بناء مستقبل تقني يحترم الإنسان ويحفظ القيم، وهو ما يجعل التجربة السعودية في تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي مطلباً عصرياً وليس حالة مؤقتة، مؤمنين إيماناً راسخاً بأن تنوع العقول ضرورة لكل عملية ابتكار في بيئة العمل، وركيزة أساسية لتطوير حلول واقعية ومستدامة.

ووسط هذا التقدم، تواجه المرأة تحديات جديدة تتطلب صقل المهارات القيادية، ومواكبة التطورات السريعة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة. وهنا، تظهر أهمية منظومات الدعم المستمرة، التي تفتح المجال أمام الطاقات النسائية الصاعدة لتثبت حضورها عالمياً.

وفي الساحة الدولية، تحظى المرأة السعودية اليوم، باعتراف متزايد من المؤتمرات العالمية، إلى جانب مشروعات الابتكار الكبرى، والتي تؤكد للعالم أن الطموح والمعرفة لا جنس لهما.

ومن ميدان الإعلام منح الذكاء الاصطناعي للمرأة مساحة جديدة لإعادة صياغة الخطاب المجتمعي، بحسها الإبداعي وقدرتها على قراءة المجتمع، فباتت عنصراً بارزاً لصناعة التأثير وتشكيل الرأي العام، مستفيدةً من تقنيات التحليل الحديثة لتقدم بذلك خطاباً أكثر وعياً وثراءً متماشياً مع القيم المحلية والعالمية.

رؤية المملكة للمرأة السعودية تتجاوز حدود الأرقام والإحصاءات، فهي مشروع حضاري وقصة بناء وطن، يضع الإنسان أولاً، ويؤمن أن تمكين المرأة في مجالات التقنية والابتكار هو تمكين لوطن بأكمله، فاليوم تسير المرأة السعودية جنباً إلى جنب مع شقيقها الرجل، تحمل الطموح والمعرفة، وترسم معالم مستقبل رقمي، لا يعترف بالعقبات، ولا ينتظر الفرص.
وفي كل خطوة، تبرهن المرأة السعودية أن الابتكار يحمل بصمتها، وأنها ركيزة أساسية في مسيرة وطن يمضي بثقة نحو آفاق أوسع.